Thank you! Your submission has been received!

Oops! Something went wrong while submitting the form

ينيڤ عمار، 2018، تنصيبة مرتبطة بالمكان، تقنيّة مدمجة، مقاييس متغيّرة

يتراوح العمل بين ثلاثة أماكن: المنزل الخاصّ، المتحف، والتنصيبة التي بناها الفنّان. بداية العمل الفنّيّ في جولة الفنانين التي نُظّمت قبل المعرض، حيث تعرّف عمار على معروضات في متحف الفنّ الإسلاميّ. الجزء الرئيسيّ في مجموعة المتحف، والأغراض اليوميّة في البلدان الإسلاميّة التي كانت مخبّأة في خزائن العرض جعلته، وبشكل غريب، يشعر كأنّه في بيته. لقد تذكّر خزائن منزل جدّته المليئة بالأواني المنزليّة والحليّ التي تحمل الزخارف الإسلامية من المغرب، ومجوهرات تحمل رموزًا غير معروفة، نسيج بلغة أجنبية، أشياء أصبحت غير صالحة للاستعمال وتحوّلت إلى معروضات. إن الفجوة بين الغاية الوظيفية للأغراض وعدم قابليتها للاستخدام التي فُرضت عليها بعد أن تحوّلت إلى معروضات في محاولة لحفظ الذاكرة دفعت عمار في هذا العمل، إلى إخراج الأغراض من خزائن العرض وإيقاظ الأحداث الإنسانيّة حولها من جديد.

في التنصيبة التي تحاكي بهو المدخل، يكوّن ما يشبه البوّابة، ممرًّا حسّيًّا تخلق كلّ المؤشّرات فيه نسيجًا حيًّا لذاكرة نابضة. المشاهد الذي يحطّ في البهو، تغمره، الرائحة، الأجواء والحنين، وهي أحاسيس يمكنها، بالنسبة إلى عمار، أن تكون موجودة فقط عندما لا يفصل شيء ما بين المشاهد والجسم الذي يشاهده. إنّه يريد يجلب إلى باحة مدخل متحف معرفة لا يمكن تأطيرها أو تأريخها. من خلال كسر أنماط العرض الغربيّة التقليديّة، يُظهر ثروة ثقافيّة التي تراكم عنده واكتسبه طوال حياته، وخاصّة من عائلته ومن الرموز العربيّة التي هي جزء لا يتجزّأ من هويّته. فهو يستخدم، إضافة إلى أشياء أخرى أجسامًا جاهزة، ويكوّن من خلال التلاعب في الموادّ بيئة جديدة تستند إلى رموز مأخوذة من الثقافة العربية، من حيّ الطالبيّة وغيرها من التأثيرات التي تغلغلت إلى السيرورة الإبداعيّة.

لَبِنات فُكّكت من ساحات في الحيّ، رموز نُسخت عن تنصيبات في المتحف أو عن زخارف من العمارة العربيّة في البلاد، كؤوس شراب من المغرب والأردنّ، صبّ صُنع في ساحة الأستوديو في رمات غان، نباتات محلّيّة وواقع من الشارع، جُمعت كلّها معًا في عمل فنّيّ كمرآة تنعكس فيها هويّة الفنّان المتعدّدة القنوات. يرى عمار نفسه صاحب هويّة عربيّة بالتناقض والتوتّر المتجسّد في هذا الشعور. فهو لا يتكلّم العربيّة وأخفت عائلته لغتها عن الأجيال المقبلة، ممّا جعلها تندثر في الهويّة التاريخيّة. ومثل الكثير من الإسرائيليّين، تربّى على النظر إلى المتحدّثين بها على أنّهم العدو، وحاربها كجنديّ. ليس عبثًا أن أُدخلت الأواني المغربيّة محنّطة إلى خزانة جدّته. لقد كانت منبوذة من المجتمع والسلطة، مثل: اللغة والعادات والتقاليد التي سعى عمار للهروب منها أو إخفائها من محيطه.

يطمح عمار لاستعادة المجد السابق، لإظهار الثقافة التي توحّد حسب رأيه أجيالًا، بغضّ النظر عن الدين، ومشتركه للجميع. هذا على الرغم من إقصائها المستمرّ عن الوعي الاجتماعيّ الجماعيّ. من خلال العمل الفنّيّ "تراكلين"، يرغب في العودة إلى الثقافة العربيّة ووضعها في المقدمة بشكل بارز، كجزء من تاريخ وهويّة الكثير من الإسرائيليّين.

ر.أ، ه.ك

لطلب التذاكر